1. مقدمة
إن البحث في صفات الله تعالى يقتضي مراعاة بعض الأمور التي تجنب العقل من الانحراف والزلل وتمكنه من تنزيه الله سبحانه عما لا يليق بجلاله وكماله
والعقل البشري يدل على وجود الله دون ماهية ذاته سبحانه ويدل على صفاته الأخرى دون العلم بكيفياتها ولهذا يحتاج دارسها إلى مراعاة ضوابط محددة .
2- مفهوم الصفات الواجبة لله تعالى :
الصفات : هي كل حلية يحلى بها الشيء وكل نعت ينعت به
الصفات : هي كل حلية يحلى بها الشيء وكل نعت ينعت به
. والواجبة : اللازمة والثابتة له سبحانه.
3- تنقسم الصفات الواجبة لله إلى أربعة أنواع :
أ- الصفة النفسية : وهو الوجود الذاتي لله الذي لا يقبل العدم لا أزلا ولا أبد .
الوجود :وهو صفة نفسية والمراد بها صفة ثبوتية يدل الوصف بها على نفس الذات دون معنى زائد عليها
أ- الصفة النفسية : وهو الوجود الذاتي لله الذي لا يقبل العدم لا أزلا ولا أبد .
الوجود :وهو صفة نفسية والمراد بها صفة ثبوتية يدل الوصف بها على نفس الذات دون معنى زائد عليها
والدليل على كونه موجودٌ العقل والنقل أماَّ العقل فتقول : الله مفتقرٌ إليه العالم وكل ما افتقر إليه العالم فهو واجب الوجود لأنه لو كان جائز الوجود لكان حادثاً ولو كان لاحتاج إلى مُحدِث ولو افتقر إلى مُحدث لافتقر محدثه إلى محدث فيلزم الدور ( توقف كل واحد من الشيئن على الآخر) ويلزم كذلك التسلسل ( ترتب أمور غير متناهية ) ، وما أدى للدور باطل لآنه يلزم منه تقدم الشئ على نفسه وتأخره عنها وهو تناقض فهو محال, وكذلك ما أدى للتسلسل لأنه يلزم عليه وجود حوادث لا أول لها وهو باطل
وأما دليل النقل فوجد في القرآن ما يدل على صفة الخالقية ويستحيل أن يكون هناك إله خالق دون أن يكون موجودا قال تعالى ( الله خالق كل شئ(
ب- الصفات السلبية : وهي تدل على سلب مالا يليق بالله سبحانه وأصولها خمسة :
القدم : ومعنى القدم عدم الأولية أو عدم افتتاح الوجود ، فالقديم هو الذي لا أول له أو الذي لا افتتاح له.
والدليل على صفة القدم من العقل أنه إن لم يكن قديما لكان حادثا ولو كان حادثا لما كان إلها خالقا، ومن النقل قوله تعالى : (هو الأول) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ).
القدم : ومعنى القدم عدم الأولية أو عدم افتتاح الوجود ، فالقديم هو الذي لا أول له أو الذي لا افتتاح له.
والدليل على صفة القدم من العقل أنه إن لم يكن قديما لكان حادثا ولو كان حادثا لما كان إلها خالقا، ومن النقل قوله تعالى : (هو الأول) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ).
البقاء: وهي عدم الآخرية أو سلب اختتام الوجود والدليل عليه من العقل ، لو لم يتصف بوجوب البقاء لكان يجوز عليه العدم ولو جاز عليه العدم لكان حادثا ولو كان حادثا لم كان إلهاً خالقاً وأما دليل النقل فقوله تعالى : (والآخر) وقوله صلى الله عليه وسلم ( وأنت الآخر فليس بعدك شئ).
والأشياء بالنسبة للبقاء ثلاثة أقسام:
أ/ شئ لاأول له ولآ آخر وهو الله تعالى.
ب/ شئ له أول وآخر كالدنيا.
ج/ شئ له أول ولا آخر له كالجنة والنار.
أ/ شئ لاأول له ولآ آخر وهو الله تعالى.
ب/ شئ له أول وآخر كالدنيا.
ج/ شئ له أول ولا آخر له كالجنة والنار.
المخالفة للحوادث: ومعناها أنَّ ذاته وصفاته تعالى مخالفة لكل حادث ، فهذه الصفة تسلب عن الله تعالى الجرمية والعرضية والكلية والجزئية ولوازمها ، فلازم الجرمية التحيز ولازم العرضية القيام بالغير ولازم الكلية الكِبَر ولازم الجزئية الصغر.
فالله تعالى لا يتصف بأعراض الحوادث من الحركة والسكون والاجتماع والافتراق والصعود والنزول والسِنة والنوم والجهات الستة وليس الله عز وجل فوق العرش ولا تحته ولا أمامه ولا خلفه ولا يمينه ولا شماله ولا يتقيد بزمان ولا مكان ولا يتصف بالغرض في الفعل.
والدليل على هذه الصفة من النقل قوله تعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) ، ومن العقل أنه تعالى لو لم يكن مخالفا للحوادث لكان مشابها لها ولو شابهها لانتفى عنه القدم والبقاء ولكن قدمه وبقاؤه محال فما أدى إليه وهو انتفاء المخالفة عنه محال فثبت كونه مخالفا للحوادث.
قيامه تعالى بنفسه: ومعناه عدم الاحتياج للمحل والمخصص إي المؤثر والموجد وإنما وجب له تعالى الاستغناء عن المحل لأنه لو قام بمحل لكان صفة ‘ وإنما وجب له الاستغناء عن المخصص لوجوب وجوده وقدمه وبقاءه ذاتا وصفاتا.
والدليل من النقل على صفة القيام بالنفس قوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ؛ ومن النقل : أنه تعالى لو احتاج إلى محل لكان صفة لكن كونه صفة محال لأنه لو كان صفة لما اتصف بصفات المعاني والصفات المعنوية ، وعدم اتصافه بصفات المعاني والصفات المعنوية محال فما أدى محال فما أدى إليه وهو كونه صفة محال فثبت أنه ذات موصوفة بالصفات. وأنه تعالى لو احتاج إلى مخصص لكان حادثاً ولو كان حادثا لانتفى قدمه ويقاؤه وفد تقدم أن انتفاء القدم والبقاء عنه محال فما أدى إليه فهو محال.
الوحدانية: هذه الصفة أهم الصفات ولهذا سُمي بها علم التوحيد ، ولم يكفر بضدها إلاَّ بعض الإنس وأماَّ الجن فلا يعتقدون الشرك لله تعالى وكفرهم بغير الشرك.
والدليل على صفة الوحدانية من النقل فآيات كثيرة منها قوله تعالى : ( وإلهكم إله واحد لاإله إلا هو) البقرة /163، وقوله تعالى ( قل الله أحد ) الإخلاص /1.
وأما دليل العقل فتعلم كيفيته بقوله تعالى : ( لو كان فيهما آلهةٌ إلاَّ الله لفسدتا) الأنبياء / 22 وقوله تعالى ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه آلهة إذاً لذهب كل إلهٍ بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) المؤمنون / 91
وأما دليل العقل فتعلم كيفيته بقوله تعالى : ( لو كان فيهما آلهةٌ إلاَّ الله لفسدتا) الأنبياء / 22 وقوله تعالى ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه آلهة إذاً لذهب كل إلهٍ بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) المؤمنون / 91
ج- صفات المعاني : وهي كل صفة قائمة بموصوف توجب له حكما. وهي سبع صفات :
وصفات المعاني سبعة هي القدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والحياة والعلم.
القدرة : لغة القوة وضد العجز واصطلاحاً: ( صفة أزلية قائمة بذاته تعالى زائدة عليها يتأتى بها إيجاد كل ممكن أو إعدامه على وفق الإرادة)
وصفات المعاني سبعة هي القدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والحياة والعلم.
القدرة : لغة القوة وضد العجز واصطلاحاً: ( صفة أزلية قائمة بذاته تعالى زائدة عليها يتأتى بها إيجاد كل ممكن أو إعدامه على وفق الإرادة)
الإرادة : وهي لغة القصد ، واصطلاحاً: (صفة أزلية زائدة على الذات قائمة به تعالى شأنها تخصيص ببعض ما يجوز عليه )
العلم: وهي الصفة الثالثة من صفات المعاني وهي : صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات تعلق إحاطة وانكشاف والمراد بالانكشاف ظهور الشيء من غير سبق خفاء.
الحياة : وهي صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تقتضي صحة العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام.
لسمع : صفة ينكشف بها كل موجود على ما هو به انكشافا يباين سواه ضرورة .
لبصر : صفة بها كل موجود انكشافا مخالفا لانكشاف السمع والعلم.
د- الصفات المعنوية : وهي تشتق من صفات المعاني للدلالة على قيامها بذاته سبحانه . فاتصافه تعالى بصفات المعاني يستلزم كونه : حيا عالما مريدا قادرا متكلما سميعا بصيرا، وعكس هذا صحيح . فهذان النوعان متلازمان يدل أحدهما على الأخر والعكس .
الصفات المستحيلة في حق الله تعالى : وهي التي يستحيل عقلا اتصاف الله بها لأنها منافية لما ثبت لله نقلا وعقلا من صفات واجبة تناسب عظمته. وتحدد انطلاقا من كل صفة واجبة بتعيين ضدها وذلك كالتالي :
- العدم ≠ الوجود// الحدوث≠ القدم// الفناء≠البقاء // المماثلة للحوادث ≠المخالفة لها // الافتقار ≠ الغنى المطلق // نفي الوحدة≠الوحدانية // الموت≠ الحياة // الجهل ≠العلم // الكراهة≠ الإرادة // العجز ≠ القدرة // البكم ≠ الكلام // الصمم≠السمع // العمى≠ البصر.
لبصر : صفة بها كل موجود انكشافا مخالفا لانكشاف السمع والعلم.
د- الصفات المعنوية : وهي تشتق من صفات المعاني للدلالة على قيامها بذاته سبحانه . فاتصافه تعالى بصفات المعاني يستلزم كونه : حيا عالما مريدا قادرا متكلما سميعا بصيرا، وعكس هذا صحيح . فهذان النوعان متلازمان يدل أحدهما على الأخر والعكس .
الصفات المستحيلة في حق الله تعالى : وهي التي يستحيل عقلا اتصاف الله بها لأنها منافية لما ثبت لله نقلا وعقلا من صفات واجبة تناسب عظمته. وتحدد انطلاقا من كل صفة واجبة بتعيين ضدها وذلك كالتالي :
- العدم ≠ الوجود// الحدوث≠ القدم// الفناء≠البقاء // المماثلة للحوادث ≠المخالفة لها // الافتقار ≠ الغنى المطلق // نفي الوحدة≠الوحدانية // الموت≠ الحياة // الجهل ≠العلم // الكراهة≠ الإرادة // العجز ≠ القدرة // البكم ≠ الكلام // الصمم≠السمع // العمى≠ البصر.
0 komentar:
Posting Komentar